missou
عدد المساهمات : 1283 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 17/06/2009 العمر : 27 الموقع : برج بوعريريج.الحمادية
| موضوع: من علماء ولاية شلف السبت أغسطس 08, 2009 4:30 pm | |
| الشيخ الراحل الجيلالي الفارسي
أود أن أعرف بأحد أعلام ومشاهير ولاية الشلف وهو الشيخ المصلح الجيلالي الفارسي رحمه الله وهو من المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين سنة 1931 كما أنه من تلاميذ الشيخ ابن باديس رحمه الله، فإليكم هذه الترجمة التي هي من إنشاء أحد أحفاده:
مقدمة
فارس بكل ما تشع به معاني الكلمة من ترفع عن الدنايا و رباطة جأش في الشدائد و الصمود عند مواجهة الختوم و الحكمة في الاهتداء إلى الأسلوب الضامن للانتصار .اختار لنفسه أن يحيا في الظل و يطمئن للجد و يتقيد بالواجب و ينفر من كل ما تتهافت عليه النفوس الضعيفة التي تلهث وراء التعاظم تحسبه عظمة من سمات النيل و مظاهر البطولة.
مولده و نشأته
ولد الشيخ الجيلالي بن امحمد بن الميلود بن هني بن عدة في سنة 1909 في قرية الشرفة بأولاد فارس ولاية الأصنام ( الشلف حاليا ) من أب و أم شريفين من عائلة الولي الصالح المرحوم الشيخ سيد محمد الشريف، من ذرية الرسول صلى الله عليه و سلم، و نشأ في بيئة محافظة لا شيء أعز عليه من الإسلام و لا شيء أشد إثارة لرغبته في التمسك بمبادئه و التنافس في فهم أسراره و إستخلاص حكمه و تطبيق ما جاء به عملا بالأمر و تجنبا للنهي، حفظ القرآن الكريم حفظا جيدا ، استظهارا و رسـما و تجويدا و تلقى بعض المبادئ في اللغة و أصول الدين أعدته لمرحلة أعلى.
رحلته مع طلب العلم و الواجب الوطني
تلقى أولى علومه الابتدائية على يد الشيخ الجيلاني بن طاهر الشريف و حفظ عليه علوم اللغة العربية كالأجرومية و ألفية ابن مالك، ثم انتقل إلى ناحية غيليزان بمسجد الشيخ بلوش و أعاد عليه القرآن عدة مرات ثم انتقل إلى ناحية البليدة ، وتلقى العلم من أفواه عدة مشايخ ، فكان ذلك شيئا ضئيلا بالنسبة لما كان يطمح إليه.
في قسنطينة
إلتحق بالإمام ابن باديس في قسنطينة فوجد فيه النبع الذي تعهد مواهبه بالرأي و الدليل الذي قاده في عالم المعرفة و فتح في وجهه أبواب اليقين فقام عقله و اتسع فكره و تفتحت نفسه الطيبة كوردة عطرة. و درس عنده تفسير القرآن الكريم و المفتاح للشريف التلمساني، ثم صار معينا له في التدريس.
إلى تونس
أشار عليه الشيخ بن باديس بالسفر إلى الزيتونة بتونس ، فقرأ عند عدة مشايخ كالشيخ معاوية و الشيخ فاضل بن عاشور ، و لكن لم تطل إقامته هناك و رأى أن ما يدرك في الزيتونة دون ما تطمح إليه نفسه من الشمولية و المعرفة و التعمق في الفهم و ذلك ما فعله زميله الفضيل الورتلاني فعاد إلى قسنطينة يغذي عصاميته ليلا و يسقي النفوس و ينمي العقول نهارا.
عودته إلى الشلف
حين جاءت الحرب العالمية الثانية بأهوالها، توفي الشيخ ابن باديس رحمه الله و امتدت يد الإستعمار إلى ذلك العقد من رجال الجمعية بسوء و إذا برجال سجنوا و آخرون فرضت عليهم الإقامة الجبرية.
عاد الشيخ إلى منشاه فتولى إدارة المدرسة الخلدونية في الأصنام و هي أول مدرسة تدرس فيها اللغة العربية و العلوم الدينية أثناء الإستعمار، فواصل جهاده العلمي في الظل ، فكان ذلك النبع الفياض الذي يقبل عليه الواردون من كل حدب و صوب
أثناء الثورة
لقد كان الشيخ من الملبين الأولين لنداء الوطن فألقي عليه القبض ووضع في جحيم المعتقلات و الإرهاب هنالك في معتقل "بوسوي" الجهنمي بجبال الضاية ، ثم إلى الجنوب ضواحي " بوغزول"، و بعدها وضع بالإقامة الجبرية حتى الاستقلال. و هو في السجن كان مدرسا حكيما يعرف كيف يوصل المعلومات إلى الأذهان و يدرب العقول على تحليلها .
داخل السجن
كان الشيخ الجيلالي الفارسي مع الشيخان الياجوري تقار و الثعالبي ، فلقد طالعوا أكثر من 20 كتابا من أمهات الكتب الدينية و الفكرية و الأدبية و السياسية و الفلسفية ،فكان (رحمه الله) صبورا على الدراسة متقد الذهن .سريع الفهم صائب الإستنتاج لا يفارقه الهدوء و لا يتسلل إليه القلق.
بعد الاستقلال
تولى الشيخ الجيلالي الفارسي مسؤولية الإشراف على قطاع الشؤون الدينية بولاية الشلف حيث عين مفتشا جهويا للشؤون الدينية (الشلف- مستغاحريزي موسى - تيارت و معسكر) و لعب دورا كبيرا في تكوين الطلبة و الأئمة و كان يقدم دروسا في المسجد الكبير لمدينة الشلف حتى منتصف الثمانينات حيث ألزمه الفراش الذي امتص قوته و أفقده نعمة البصر ، و خلال هذه الفترة زاره الرئيس الأسبق للجزائر أ.بن بلة و المرحوم م. نحناح مؤسس حركة حمس. و من أعماله الباقية المعهد الإسلامي و كذا المدرسة الخلدونية. و كان المرحوم يسكن ابسط منزل ذو غرف صغيرة و مطبخ صغير ، بعد زلزال الأصنام 1980، حيث عاد إلى مسقط رأسه.
وفاته
إلتحق بالرفيق الأعلى صبيحة 16محرم 1415هـ (26/06/1994) على الساعة 10:00 بأولاد فارس . لم يختفي عن الميدان حذرا من الموت أو خوفا من الأعداء ، بل خبا في لقاء الله و إلتقاء مع الأجل المكتوب و الخلق كلهم إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون الأجل المكتوب | |
|