missou
عدد المساهمات : 1283 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 17/06/2009 العمر : 27 الموقع : برج بوعريريج.الحمادية
| موضوع: شهادة اللواء علي بوحجّة السبت أغسطس 08, 2009 4:27 pm | |
|
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td colSpan=2> في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي أنقذت مدرسة الكشافة الإسلامية بقرية فلفلة (شرقي سكيكدة) الشاب علي بوحجّة، وهو في فترة حرجة: ترك الدراسة والتكوين لضيق ذات يد العائلة من جهة، ولما يبلغ سن العمل من جهة ثانية. لقد تفطن رواد الحركة الوطنية بالناحية لحالة علي وعدد من انداده، فعملوا على استدراجهم للحركة الكشفية التي كانت مدرسة لتأهيل الناشئة تأهيلا يساعدها على مواجهة متاعب الحياة. وما أكثرها في الفترة الاستعمارية الحالكة! ولم يكن هذا التأهيل يخلو من دروس أولية في الوطنية من حين لآخر، على سبيل التحسيس بحالة الشعب الجزائري الرازح تحت نير الاستعمار منذ عقود من الزمن. هذه البداية الكشفية كانت مدخلا طبيعيا لعلي ورفاقه، إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي كانت سباقة لتأسيس نواة لها بناحية فلفلة المشهورة بمقلع الرخام وبمنجم الحديد بالعالية القرية المجاورة. لقد بادرت جماعة الشباب المتعاطف مع الحركة إلى تأسيس اول خلية في شكل نصف فوج (ستة افراد)، ما لبث أن الحق على صعيد النشاط بقسمة شرق مدينة سكيكدة. كانت هذه القسمة تعقد اجتماعاتها الدورية ليلا، فكانت عناصر الخلية تحرص على الحضور -مشيا أو بالدراجات- رغم طول المسافة بين فلفلة وسكيكدة. وسرعان ما تميزت الخلية بمساهماتها المالية، بفضل اشتراكات وهبات عمال المقلع والمنجم. كان الشاب علي قد حصل يومئذ على عمل ببريد فلفلة، فدفعه اندفاع الشباب والحماس النضالي إلى تحويل مبنى البريد إلى مقر شبه رسمي للخلية! غير أن السلطات البلدية بسكيكدة ما لبثت أن تفطنت للأمر فقررت فضله عن العمل. الأمر الذي دفعه إلى التمرّس بعمل أكثر قساوة بمقلع الرخام تارة وبمنجم الحديد تارة أخرى. أصبح عناصر الخلية يشاركون بانتظام في نشاطات حركة الانتصار التي تجري عادة بسكيكدة، ويحضرها أحيانا مناضلون كبار أمثال العربي دماغ العتروس خاصة... وفي هذا الصدد حضر المناضل الشاب زيارة زعيم الحركة الحاج مصالي في ربيع 1952، حضرها كعضو في مصلحة النظام، كلف بمهمة محددة بمكان معين، على أن يلازم هذا المكان لغاية انتهاء المسيرة الشعبية التي رافقت الزائر عبر شوارع المدينة. وحسب الشاهد أن مصالي قضى ليلته بسكيكدة خلال هذه الزيارة التي انتهت، كما هو معروف، بقرار من عامل قسنطينة، طرد بموجبه زعيم الحركة من العمالة كلها (شرق البلاد يومئذ). وفي أبريل 1953 شارك عناصر الخلية في حملة الانتخابات البلدية التي نشطها بالناحية عضو القيادة المركزية مصطفى فروخي. وقد زار فلفلة بطلب من الخلية، رفقة المسؤول المحلي مسعود فدروج وألقى خطايا في جماهيرها... وكان أحد إخوة علي (الأربعة) مرشحا وفائزا في هذه الانتخابات عن بلدية سكيكدة. وكان العمل النضالي قد تطور في تلك الأثناء، مما جعل الخلية تنقسم إلى فوجين: فوج فلفلة الغربية بقيادة علي بوحجة وفوج فلفلة الشرقية بقيادة محمد عميرة. غير أن هذا التطور ما لبث أن توقف فجأة جراء أزمة حركة الانتصار مطلع .1954 ويقول محدثنا في هذا الصدد: ''إن الأزمة انعكست على فوجنا نفسه، فانقسم إلى مصاليين ومركزيين وحياديين. في بداية الأزمة تكتلت الأغلبية حول مناضلين انحازوا لزعيم الححريزي موسى الحاج مصالي، وكان المناضل جفال من أبرزهم.. بينما انحازت جماعة قليلة إلى اللجنة المركزية وكان في طليعتها المناضل كلالة. وجد مناضلو فلفلة أنفسهم محل تنازع وتجاذب بين الطرفين.. وفي هذا السياق حل بسكيكدة ذات يوم المناضل محمد حربي (*) داعيا للجنة المركزية. وأثناء الاجتماع لاحظ المناضلون أمرا غير مألوف: كانت العادة أن يجلس هؤلاء قبالة صورة الزعيم التي تعلق خلف الخطيب. غير أن حربي فعل العكس تماما، أي جعل الحاضرين يعطون بظهورهم للصورة! وقد تساءل هؤلاء فيما بينهم: لماذا هذا التغيير؟ وكان الجواب في خطاب الزائر الذي كان أميل إلى المركزيين.. ولما سئل عما يجري في قيادة الحركة، أجاب بوضوح:''إن مصالي يريد تكريس الزعامة الفردية''. وذات يوم طلب أنصار اللجنة المركزية من المناضل علي بوحجة المساهمة في بيع صحيفة ''الجزائر الحرة'' وكان الخلاف مع المصاليين على أشده، فكانت عاقبة ذلك سيئة عليه: فقد اعتدى هؤلاء باختصار عليه بالضرب! ويعلق على ذلك انه وعددا قليلا من رفاقه اختاروا في نهاية المطاف ''الطريق الثالث''، طريق الحياد، وأصبحوا يتكتّمون على قناعتهم تلك... وما لبثوا أن توقفوا عن نشاطهم النضالي المألوف، واستمروا على هذا الموقف حتى اندلاع ثورة فاتح نوفمبر .1954 </TD></TR></TABLE> | | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><tr><td vAlign=center></TD></TR></TABLE> |
| |
|